السبت، 2 يناير 2010

مصر المفروسة

كل المسلسلات التاريخية و غير التاريخية كانت بتدعو مصر "مصر المحروسة " على اساس انها محروسة من العين مثلا او  محروسة من الاعداء بغض النظر عن ان مصر اغلب فترات حياتها متنقلة من محتل لمحتل
من الهكسوس للرومان للعثمانيين للمماليك  للحملة الفرنسية  و الاحتلال الانجليزى  و العدوان الثلاثى ثم النكسة و اخيرا حرب اكتوبر المجيدة

 بعدها بقت مصر محروسة من الانفتاح الاقتصادى و المخدرات  و مشاكل البطالة وازمة الشقق  اللى بتتناقش من افلام الستينات و لسة ماتحلتش
مرورا  بالارهاب و السحابة السودا و المواد المسرطنة و لحمة الحمير انتهاءا بمشاكل غش الادوية  او عدم توفرها اصلا و المية الملوثة و الخضار الملوث و الدم الملوث
 و فى السكة ناخد ازمة المواصلات و انفلونزا الطيور و انفلونزا الفوازير  ختاما بمشاكل  ناخر سن الجواز  او الجواز العرفى
 انا  شايفة ان مصر اتهرست و اتفرست و بقت مصر المفروسة عن جدارة.

تلاقى الناس كلها مفروسة من بعضها  الفقير مفروس من الغنى عشان مشكلته ان عنده 6 عربيات بس فى حين انه بيتشعلق فى القطر عشان يوفر اجرة التذكرة  و الغنى مفروس من الفقير عشان بيحقد عليه  على الملايييين اللى عنده  و شايف ان الفقير ده معندوش قناعة  و معندوش  ذكاء كفاية انه يعمل ثروة زى الغنى ده

 و الابن مفروس من ابوه عشان مش بيزود المصروف  بما يسمح بشراء نوع كويس من السجاير عشان صحته برضه و يبعد عن الانواع الرديئة امثال كوكو الضعيف
و الاب مفروس من ابنه عشان مش حاسس بالهم اللى عايش فيه من صباحية ربنا بالاضافة الى انه  كمان صايع و  ضايع  و مش فالح فى حاجة
و الزوجة مفروسة من الزوج اللى بيبص على كل ستات الدنيا الا هى و الزوج مفروس من مراته لانها فاكرة انها ست يتبصلها
و هكذا دواليب ..... قصدى دواليك  و كل واحد مفروس من حد او من حاجة يفش غله فى حاجة تانية خالص
فتلاقى الناس كلها مفروسة و بتفش غلها فى بعض

 اكتر حاجة فرستنى  امبارح بقى موضوع الاحتفال بالسنة  الجديدة  الموضوع ده بيفكرنى بفيلم جاءنا البيان التالى لما  محمد هنيدى راح يعمل لقاء مع الناس فواحد طلع عنده اربعين سنة و هى دى الحاجة الوحيدة اللى كانت عنده ولا عنده شقة و لا وظيفة و لا زوجة و لاعيال ولا اى حاجة خاااالص
و التانى بيسلك فى المجارى فى العشوائيات
و التالت محبوس  من غير تهمة

 زمان كانت ماما بتقوللى انهم كانوا بيحتفلوا بالسنة الجديدة بانهم بيزرعوا حلبة من بتاعة العيد عشان تبقى سنة خضرا عليهم انا شايفة ان دى حاجة حلوة قوى   رمز بسيط غير مؤذى و غير كدة مغذى لان الحلبة دى حتتاكل
 الاحتفال دلوقتى  بياخد اشكال تانية كلها تدل على  نظرية فش الغل السابق ذكرها  و المفروسون فى الارض  اللى بيعملوا نفسهم قال ايه بيتخلصوا من حمامهم القديم و يستقبلوا السنة الجدية بحجات جديدة    و يا ويله يا سواد ليله اللى يمشى فى الشارع ليلة راس السنة من اول اتناشر الا ربع
يشرب بقى يعنى اللى يبقى ماشى فى امان الله و يلاقى كرسى وقع على دماغة  ( طبعا لابد من التنويه ان الكرسى اكيد مكسور اصلا لأن الحداية مبتحدفش كتاكيت )
اللى يصحى  الصبح يلاقى عربيته الغلبانة من طراز ذوبة اللى رحماه من ازمة المواصلات اتدغدت بفعل القزايز و الحجات اللى اترمت عليها من الاخوة المحتفلين او ممكن يكون من الاخوة الحاقدين على صاحب ذوبة اكمنه من اصحاب السيارات حتى و لو انتساب
ده غير اصوات المفرقعات و الالعاب النارية و الجهنمية اللى ممكن لو دخلت عين اى طفل برئ من بتوع اليومين دول تضيعها

 بالذمة مش حاجة تفرس لما الناس بتحتفل بسنة جديدة و غالبا حتكون اسوا من اللى قبلها
مش حاجة تفرس ان ناس صارفة فلوسها على الصواريخ و الذى منه  و ناس مش عارفة حتجيب حق دوا البرد لعيالها منين؟؟
مش حاجة تفرس ان ناس سهرانة و عاملة حفلات و جايبة الكافيار بالطيارة من اليابان  و الرقاصة بالايميل من  لبنان  و ناس تانية نايمة من غير عشا. و محدش يقوللى مافيش حد بينام من غير لان فيه ناس كتييير قوى بتنام من غير عشا
فبمناسبة السنة الجديدة اقول بكل صدق و امانة و غيظ  هابى نيو ييييير لكل  مصر المفروسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق